* مايحدث فى المنطقة من صراعات، هى سياسة خارجية مصطنعة، حتى تظـل المنطقـة فى قلاقل من شأنها أن تضعف العرب وتثير الفتن بين دول الجوار، وبدون أن تتنبه للفخ ، تجد نفسها تجور على بعضها البعض، ويتحول الجــوار إلى جور مع ودول ضد، والعقل يقول أن الضد لايخلق إلا الفرقــة والكراهيـة، والرابح من يشعـل المنطقــة، التى يجنى من ورائها بيـع السـلاح، وعلى الرغـم من أن هذه الرسالـة يعيها العرب تماما، إلا أنهم لايزالون يضعون عقولهم فى جيب أمريكا!!
* وأمريكا تعمـل جاهــدة على توجيــه دفـة العـــداء والكراهيـــة بعيـدا عن إسرائيل، فمنذ 1948 والعدو الأول للعرب إسرائيـل، حتى جاء الوقت الذى تصنع فيه أمريكا عدوا للعرب، لينسوا إسرائيل 71 عاما، يعيشون فيها مع العدو الجديد إيران !!
* وإذا سـار العرب على نهج أمريكـا وبلعـوا الطعـم، فلن يكونوا أكثر من ماسحى صحـون، كمـا قال الماغـوط ...
"كل طبخة سياسية في المنطقة
أمريكا تعدها
وروسيا توقد تحتها
وأوروبا تبردها
وإسرائل تأكلها
والعرب يغسلون الصحون" !!
* صحيح أن إيـران لها مطامـع فى المنطقــة، لاتقــل عن مطامـع أمريكـا وتركيــا وأوروبــا، لكن هذه المطامــع لايجب أن تصلنـا مغلفــة فى ورق سيلوفـان على طبـق أمريكى، فللعرب كيان لايجب أن يتحرك بالتوجيهات وكذلك للعرب أياد لايجب أن يسمح العرب بأن تستخدمها أمريكا فى صفع من تريد، دون أن تلوث يدها!
* فأمريكا أســوأ من أن تنصـح، وأســوأ من أن تنبــه، وصـدق الشاعر أحمد مطر عندما قال "المخلوقات إنس و ... أمريكـان"، فمتى يتعامـل العرب مع أمريكا على أنها الوجـه المضـاد للإنس من ناحية، ومن ناحية أخرى، متى يكف العرب عن غسيل الصحون ؟!
* إن أى نمـوذج تقدمه أمريكا على أنه الخطر القادم والعدو الزاحف، ليس إلا بديلا تصرف به أمريكا أنظار العرب عن العدو الحقيقى للعرب إسرائيل، وقد رأت أمريكـا فى إيران بما تكنه من سوء للمنطقة وتحمله من ضغينة للخليج، النموذج البديل الذى ينُسى العرب إسرائيل!!
* وربما نجد خريطة العالم الحديثة قد مُحيت منها إيران، فى الوقت الذى تتربع فيــه إسرائيــل على الخريطــة، وتنــام فى كتب التاريخ والجغرافيا وقد يدفع الأمـر المطرب الشعبى شعبـان عبدالرحيـم لأن يغنى "أنا بأكره إيران، وبأحب نتنياهو ، وإيييييييييه"!!
ـــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن